مقابلة أحمد- موظف مركز الاتصال في عُطلاتي
هل يمكنك أن تخبرنا قليلاً عن نفسك؟ من أين تنحدر عائلتك، وكيف بدأت العمل في عُطلاتي؟
بالطبع! اسمي أحمد، وأبلغ من العمر 28 عامًا وانحدر من مدينة بغداد بالعراق. نشأت في بيت كبير ينبض بالحياة وسط أربع إخوة وأخت واحدة. لذا لك أن تتخيل أنه لم يكن هناك لحظة هدوء واحدة! وكان لكل منا مهامه لمساعدة أمي وهذا ما علمني تحمل المسئولية منذ سن صغير.
عندما بلغت 18 عامًا، اتخذت قرارًا مصيريًا بانتقالي إلى ستوكهولم لأجل العمل والدراسة. ولم يكن من السهل مغادرة المنزل ولكنني أدركت أني أردت أن أبني مستقبلًا مع البقاء مرتبطًا بجذوري. لذا، يعد العمل في عُطلاتي مثاليًا لي، إذ تتسنى لي لفرصة مساعدة أشخاص مثلي يسافرون ليلتقوا بعائلاتهم. وما يجعل عملي أكثر تميزًا هو حقيقة أنني أعرف كم تعني هذه الرحلات لهم.
كم مرة تسنح لك الفرصة لزيارة وطنك؟ وكيف تشعر عند عودتك في كل مرة؟
أحاول أن أعود مرة في العام على الأقل. بصراحة، بمجرد أن تطأ قدماي أرض المطار وأشم هواء الوطن. أشعر بإحساس يُصعب وصفه. وكأنني عدت طفلًا. تطهو أمي الطعام دائمًا، وإخوتي يُمازحوني كما لو أنني لم أغب قط، وتجلس أختي الصغيرة تستمع إلى قصصي . وكأن الزمن لم يمر.
ما هي ذكرياتك المفضلة من رحلاتك إلى الوطن؟ هل من لحظات مميزة لا تُنسى؟
يوجد العديد، لكن أكثر ما يلازمني هو تلك الليالي التي أجتمع فيها مع عائلتي في الخارج حيث نحتسي الشاي ونتبادل الأحاديث، ويلقي أبي نفس النكات، وأمي لا تتوقف عن تقديم الطعام حتى ونحن ممتلئون. وأتحدى أنا وإخوتي بعضنا البعض فيمن يأكل أكبر عدد من التمر. قد تبدو لحظات بسيطة ولكنها أكثر ما أفتقده.
كيف تحافظ على ارتباطك بثقافتك وتقاليدك أثناء العيش في السويد؟
الطعام! عندما أشعر بالحنين إلى الوطن، أحاول إعداد الأطباق التي اعتادت أمي طهيها. كما أنني أحيط نفسي بالأصدقاء وأتحدث اللغة العربية يوميًا. ولا أفوت فرصة للاحتفال بعاداتنا. حتى لو كنت بعيدًا، أحاول أن أحمل قطعة صغيرة من وطني أينما ذهبت.
ماذا يعني لك الاجتماع مع العائلة بعد غياب؟
يعني لي كل شيء، ويذكرني لماذا أعمل بجد، ولماذا أواصل السعي. بغض النظر عن مهما ابتعدت أو مضى من الوقت. سيبقى الوطن هو الوطن.
هل يمكنك وصف مشاعرك عند رؤية أحبائك مجددًا بعد غياب طويل؟
أشعر بسعادة غامرة ممزوجة بالقليل من الصدمة. كأن تقول " يا إلهي، هل أصبح أخي أطول؟ هل كانت أمي تحمل كل هذه التجاعيد؟" أشعر بأن قلبي ممتلىء. لكن في الوقت ذاته، أدرك كم فاتتني لحظات أثناء غيابي.
ما هي التقاليد أو الطقوس التي تتبعها أنت وعائلتك عندما تجتمعوا؟
نتناول عشاًء فاخرًا في أول ليلة عند عودتي إلى المنزل. وحتى وإن تأخر موعد رحلتي، هناك وليمة تنتظرني دائمًا. ولا تسمح لي أمي بالمساعدة أبدًا، وتقول إنني "أعمل بجد". لكن بالنسبة لي، التقليد الأجمل هو مجرد التواجد معًا.
برأيك، ما مدى أهمية أن يحافظ المغتربون على صلتهم بتراثهم؟
مهمة جدًا، لأننا إذ نسينا من أين جئنا سنفقد جزًء من أنفسنا. وأريد أن يتعلم أطفالي المستقبليين لغتنا ويتعرفوا على طعامنا وقصصنا. لذلك، أحب ما تفعله عُطلاتي لأنها تساعد الناس في الحفاظ على هذه الرابطة حية.
ماذا يعني لك العمل في شركة مثل عُطلاتي، التي تركز على إعادة ربط الناس بجذورهم؟
يعني انه يتسنى لي مساعدة أشخاصًا مثلي يرغبون فقط في العودة إلى الوطن واحتضان أمهاتهم. فكل تذكرة أحجزها ليست مجرد رحلة، بل هي لقاء، وذكرى جميلة قادمة.
كيف تساعدك تجربتك الشخصية كمسافر على التواصل مع العملاء؟
لأنني أفهمهم! وأعرف إحساس الغربة وتفويت اللحظات المهمة. فعندما أتحدث إلى العملاء أستمع إلى قصصهم وأتفهم حماسهم ومخاوفهم. وأحيانًا نتحدث عن أطباقنا المفضلة من بلداننا. فأنا لا أبيع تذاكر فحسب.
هل لديك أي موقفًا لا يُنسى جعلك تشعر أنك أحدثت فرقًا حقيقيًا مع عميلٍ في رحلته؟
نعم! كان هناك رجلًا لم يعد إلى وطنه منذ 15 عامًا. وشعر بالتوتر بخصوص الرحلة والقلق بشأن كيف تغيرت الأحوال. أخذتُ وقتي معه وساعدته في ترتيب كل ما يحتاجه. وبعد أن سافر، أرسل لي رسالة تقول: " شكرًا لمساعدتي على العودة إلى الوطن". ظلت تلك اللحظة محفورة في ذاكرتي.
ما اكثر ما يُسعدك في عملك؟
سماع السعادة في صوت العميل عندما يعلم أني أتممت له الحجز، وإحساسي أنني كنت جزءًا من هذه اللحظة الخاصة.
ما الذي يميز عُطلاتي عن باقي وكالات السفر الأخرى؟
إننا نهتم. فلا يقتصر عملنا على بيع التذاكر، بل نحرص على لمّ شمل العائلات ونفهم المشاعر التي ترافق كل رحلة. وهذا ما يميزنا.
ما الذي يُسعدك في العمل في عُطلاتي؟
الناس! فريقي، والعملاء. وحقيقة أن لكل شخص قصته، وأحب أن أكون جزًء منها. بالإضافة إلى ذلك، يتسنى لي أن أتحدث العربية يوميًا مما يُشعرني بالقرب للوطن.
إذا كان عليك وصف عُطلاتي بثلاث كلمات، ماذا ستكون؟
العائلة، والوطن، والتواصل.
ما الوجهة التي تحلم بزيارتها، ولماذا؟
أود أن أزور اليابان. لأن كلًا من الطعام والثقافة هناك مختلفان عما أعرفه. بالإضافة إلى ذلك، أنني سمعت أن لديهم شايًا رائعًا وأنت تعلم كم أحب الشايّ.
إذا كان بإمكانك تقديم نصيحة لشخص سيعود لوطنه لأول مرة منذ أعوام، ماذا ستكون؟
لا تتسرع وعش كل لحظة. واسمح لنفسك بالشعور بكل شيء… الفرح، والحنين إلى الماضي، وحتى القليل من الحزن. وتناول كل شيء تعده والدتك، فلا تعرف متى ستحظى بهذه الفرصة مرة أخرى!